.

أصبحَ كُل شَيء

أصبحَ كُل شَيء سَيء مُنذ رَحيلُكِ جدتي، أخذ العالم يَضيقُ الخِناقُ حَولِي، و كُلما مَر يوم كُلما اشتقتُ إلَيكِ أكثر، كُلما فَقدتُ شَيء زادت حاجتي إلَيكِ.. فكَم فَقدتُ أشياءً في وجودكِ و لم أُبالِ..
كُل شَيء يتهدم مِن حَولي، قلوب الجَميع حُطمت يا جدتي.. فأين انتِ مِن كُل هذا !
تَذكُرين ؟ كُنتِ تَقفين دومًا بِصفي حتى و إن كُنت مُخطئة.. الآن لا ينحاز أحدهُم إليّ، تَغيرتُ كثيرًا مُنذ رَحيلُكِ.. و كُل شَيء تَغير بِالمُقابِل، أخذتُ أفقدُ أشياء كثيرة، عَرِفتُ ماذا يَعني الألم بِحَق !
لَكِني و مهما فَقدتُ يا جدتي لا يَصِل الأمر لمُستوى ألمُ فَقدي لَكِ، كُلما فَقدتُ شَيء تذكرتُ كَم كُنتِ تغنيني عن كُل شَيء، فتمتزجُ عبراتي معًا فلا أعلمُ على أي شَيء أبكي !
لَكِني مؤخرًا فقدتُ القُدرة على البُكاء، و عدم البُكاء مؤلِم يا جدتي مؤلِم جِدًا، اصبحتُ أحملُ الغصّة بِداخلي لأيامٍ مُتتالية !
أصبحتُ أحصي الأيام و اتسائَل مَن الراحل الآتي، من سَيترُكني ؟
تمنيتُ كثيرًا أن يُغادروني بملء إرادتهُم، ولا يأخُذهم المَوت مِني كما فعل مَعكِ.
فإذا غادروا حاولتُ أن اتخطاهُم، لَكِن الموتى رحلوا دون رغبة في أن يتركونا، رحلوا كالملائِكَة، لا تشوبهُم شائِبَة.. لا تُوجد في ذكرياتهُم معنا ما يَرغمُنا على أن ننساهُم، لَكِن من رحل يَكفي رحيلهُ سببًا لأتجاهلهُ، و يكفيني انهُ بخير.
أصبحتُ مِن الداخل كالأبنية المُهدمة، مُحطمة تمامًا.. و خارجي غطاءٌ هَش يتظاهر بالصُمود !
جميعهُم يشتاقون إلَيكِ، فأين انتِ مِن كُل هذا ؟
أحيانًا و في أشد لحظاتي سعادة، أُغمض عيني لعلي أشعُر بوجُودك !
لَكِني الآن وحيدة.. الطريق مُظلم، و البردُ قاتِل
فهل مِن عِناقٍ يأخُذني مِن كُل ألمٍ يجول بِداخلي ؟

بِ قَلمي
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق