.

أصبحتُ أكثر جمودًا

أصبحتُ أكثر جمودًا ولا أشعُر.. تَبلدتُ يا زَينب، تَحولتُ إلى شَيء مُقزِز أنفرُ مِنهُ دومًا.
تَتصورين ؟ طوال هذا الزمَن و أنا أتصارعُ مَع نفسِي و أنفضُ عن عقلي تِلك الأفكار السوداوية التي تَطرأُ عليّ !
هو فَقط بإستطاعتهُ أن يُنهي كُل تِلك العُقد، كُل هذا التشابُك و يَفِضُ ذَلِك العِراك الدامي القائِم بَيني و بين نفسي.
إنَني مُنهكة يا زَينب، و يُقهرني ما قد وصلتُ إلَيه، ذَلِك الذي أنا السبب فيه وحدي، لِذا عليّ دومًا أن أتحملُ تبعاتهُ دُون أن أشكوا !
لَكِني ضَعيفة، حقًا أنا ضَعيفة و قِوَتي خانتني في أبشعُ الأوقات و أكثرها شقاءً على رَوحي.
أتَعرفين كَم هذا الضعف مُقيت قويًا قادِرًا على هزم الرغبة في الحياة ؟ كَيف يُحول السماء إلى كَهفٍ ضَيق مُعتِم !
أتعرفين مذاق العِبرة التي تَهوي داخلكِ حتى تنسابُ إلى القَلب، مذاقُها لَيس مالِحًا ولا مُرًا هي قِطعةً مِن نار تجعلُنا نَستشعرُ الحُرق الذي تتركهُ و نزفرها.. تِلك العِبرة تَسكُن بِداخلي مُرافقة آه لا صَدى لَها ولا مُستمِع !
بَكِيتُ يا زَينب، بَكيتُ كثيرًا لأنني قليلة الحيلة، و لأن لا أحد يُدرك فظاعة أن تَبكِ دُون صَوت، أن تتضخم الغصّة في حُلقك و لا تستطيع إبتلاعُها لأنها أقدر مِن قُدرتك، أكبر مِن أن تنزلِق في صَدرُكِ و تَقضي على أنفاسُكِ المُتبقية.
بَكيتُ لأن الدُموع هي ما تَكفلُ لِي الشُعور على إنَني مازِلتُ على قيد الحياة

تَمُر عليّ لحظاتُ أحيانًا أبحثُ فيها عني، أكادُ أضيع تمامًا في الفراغ، أضيعُ في اللحظة التي تَذهب ولا تَعُد.
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق